[٧/ب](وغوى الرجل يغوي)(١) غيا وغية وغواية، فهو غاو: إذا عدل عن طريق الصواب، وترك الرشاد، وفعل فعل الجهال. وقال الله تعالى:{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}(٢)، وقال عز وجل:{فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}(٣). وينشد هذا البيت، وهو للمرقش الأصغر (٤):
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
الخير هاهنا: الرشد، ومعناه: من يتبع الرشد ويقصده يحمد الناس حاله، أي يثنون عليه ثناء ثناء جميلا، ويصفون محاسن أفعاله. ومن يفعل الشر يجد من يعتبه (٥) عليه ويذمه.
(١) والعامة تقول: "غوي يغوى" بكسر العين من ا لماضي وفتحها من المضارع، وهو خطأ، لأن معنى "غوي": أن يكثر الفصيل من لبن أمه حتى يبشم، أي يضعف ويعتل. وقيل: هي لغة. ينظر: إصلاح المنطق ١٨٩، وأدب الكاتب ٤٢١، والأفعال للسرقسطي ٢/ ٤٣، وابن درستويه ١١٩، والجمهرة ١/ ٢٤٤، ٢/ ٩٦٤، والصحاح ٦/ ٢٤٥٠ (غوى). (٢) سورة طه ١٢١. (٣) سورة الأعراف ١٧٥. وينظر: تفسير الطبري ٩/ ١٢٤، ١٦/ ٢٢٤. (٤) ديوانه ٥٣٧، والمرقش هو ربيعة بن سفيان بن مالك بن ضبيعة، شاعر جاهلي، من أهل نجد، وهو عم طرفة بن العبد، وأحد عشاق العرب ا لمشهورين، وصاحبته فاطمة بنت المنذر، توفي سنة ٥٠ قبل الهجرة. الشعر والشعراء ١/ ١٤٢، والأغاني ٦/ ١٣٦، والمؤتلف والمختلف ١٨٤. (٥) ش: "يعيبه". (٦) والعامة تقول: "فسد يفسد" بضم السين من الماضي والمضارع. ما تلحن فيه ا لعامة ١٣٧، وقال ابن درستويه ١١٩: "وهو لحن وخطأ"، قلت: الضم لغة حكاها جمع من أئمة اللغة. ينظر: إصلاح المنطق ١٨٩، وأدب الكاتب ٤٢٢، وتثقيف اللسان ٢٨٥، والجمهرة ٣/ ١٢٤٩، وديوان الأدب ٢/ ١٠٦، والصحاح ٢/ ٥١٩ (فسد).