غَرِيمُ غَرَامٍ مُنْجدِ القَلْبِ مُتْهمٍ … عَزِيزُ الهَوَى فالدَّمْعُ منْهُ غَزِيْرُ
إذا ما رَجَا بَرْدَ الصَّبَابَةِ بالصَّبَا … تَضَرَّم منها في الفُؤَادِ سَعِيْرُ
كَئيْبٌ كأنَّ العِشَقَ يعْشَقُ قَلْبَهُ … فلا هَجْرَ إلَّا أنْ يكُونَ نُشُورُ
أبَى سَمْعُه لَوْمَ اللَّوَائمِ في الهَوَى … فما يُضْمِرُ السّلوانَ منهُ ضَمِيرُ
ومنها:
وقَائِلَةٍ والعِيْسُ تُرْحَلُ للسُّرَى … أما دونَ مِصْرٍ للرَّجَاءِ مَصِيْرُ
فقُلْتُ لها والعَيْن (a) تَسْبِق دَمْعُها … مَقَالِيَ إنِّي بالرَّحِيْل جَدِيرُ
إلى مَلِكٍ لَم يُنْتِج الدَّهْرُ مثلَهُ … وتُعْقَمُ (b) من بَعْدِ الدُّهور دُهُورُ
أَغَيْرُ صَلاحِ الدِّين في الأرْضِ يُرْتَجَى … جَوادٌ وهل يُغْني غَنَاهُ أميرُ
إلى النَّاصِر المَلكِ المَكَارِمُ تُعْتَزَى … فَتًى ما لَهُ في الأكْرَمِيْن نَظِيرُ
فَتَى مالُهُ للمُعْتَفين وما لَهُ … بِهِ غير ذِكْرٍ في البِلادِ يسَيْرُ
ومنها؛ ويَذْكُر البِلاد الّتي في طَرِيْقهِ:
إليكَ قَطَعْنَا كُلَّ أرْضٍ كأنَّها … صَحَائفُ تُطْوَى والرِّكابُ سُطُورُ
أخَذَهُ من قَوْل ابن صُرْدُر (١): [من الطّويل]
صَحَائفُ مُلْقاةٌ ونحنُ سُطُورها
على ضُمَّرٍ قُوْدٍ كأنَّ رُؤُوسَهَا … عُلُوًّا على هامِ الرِّجالِ قصورُ
رَحَلْنَ بنا من مَارِدِين وقد بَدَا … من الصُّبْحِ مثل الوَجْهِ منْكَ مُنِيْرُ
(a) الأصل: والعيس، والمثبت عن مخطوطة السيل.
(b) السيل: ويعقم.