للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن لهيعة: حدّثني مولى عفرة، أن رسول اللّه قال: «اللّه اللّه في أهل المدرة السوداء السجم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا»، قال عمرو مولى عفرة صهرهم أن رسول اللّه تسرّى فيهم، ونسبهم أن أمّ إسماعيل منهم. قال ابن وهب:

فأخبرني ابن لهيعة أن أمّ إسماعيل هاجر من أمّ العرب قرية كانت أمام الفرما من مصر وقال مروان القصاص: صاهر إلى القبط من الأنبياء ثلاثة: إبراهيم خليل الرحمن تسرّى هاجر، ويوسف تزوّج بنت صاحب عين شمس، ورسول اللّه تسرّى مارية. وقال يزيد بن أبي حبيب: قرية هاجر باق التي عندها أمّ دنين، وقال هشام: العرب تقول:

هاجر، وآجر، فيبدلون من الهاء الألف كما قالوا: هراق الماء، وأراق الماء، ونحوه.

وعن عمر بن الخطاب أنه قال: الأمصار سبعة. فالمدينة مصر، والشأم مصر، ومصر، والجزيرة، والبحرين، والبصرة، والكوفة. وقال مكحول: أول الأرض خرابا أرمينة، ثم مصر. وقال عبد اللّه بن عمر: وقبطة مصر أكرم الأعاجم كلها، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب عامة، وبقريش خاصة، ومن أراد أن يذكر الفردوس، أو ينظر إلى مثلها في الدنيا فلينظر إلى أرض مصر حين يخضر زرعها وتنور ثمارها. وقال كعب الأحبار (١): من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر إذا أخرقت، وفي رواية: إذا أزهرت.

(ومن فضائل مصر): أنه كان من أهلها السحرة، وقد آمنوا جميعا في ساعة واحدة، ولا يعلم جماعة أسلمت في ساعة واحدة أكثر من جماعة القبط، وكانوا في قول يزيد بن أبي حبيب، وغيره اثني عشر ساحرا رؤساء، تحت يد كل ساحر منهم عشرون عريفا، تحت يد كل عريف منهم ألف من السحرة، فكان جميع السحرة مائتي ألف وأربعين ألفا ومائتين واثنين وخمسين إنسانا بالرؤساء، والعرفاء، فلما عاينوا ما عاينوا أيقنوا أن ذلك من السماء وأن السحر لا يقوم لأمر اللّه فخرّ الرؤساء الاثنا عشر عند ذلك سجدا، فأتبعهم العرفاء، واتبع العرفاء من بقي، وقالوا: آمنا برب العالمين رب موسى وهارون. قال تبيع: كانوا من أصحاب موسى ولم يفتتن منهم أحد مع من افتتن من بني إسرائيل في عبادة العجل. قال تبيع: ما آمن جماعة قط في ساعة واحدة مثل جماعة القبط، وقال كعب الأحبار: مثل قبط مصر كالغيضة كلما قطعت نبتت حتى يخرّب اللّه ﷿ بهم وبصناعتهم جزائر الروم، وقال عبد اللّه بن عمرو: خلقت الدنيا على خمس صور: على صورة الطير برأسه، وصدره، وجناحيه، وذنبه. فالرأس مكة، والمدينة، واليمن. والصدر الشأم، ومصر والجناح الأيمن العراق، وخلف العراق أمّة يقال لها: واق، وخلف واق أمّة يقال


(١) هو كعب بن ماتع الحميري تابعي كان من كبار علماء اليهود في اليمن أسلم في زمن أبي بكر أخذ عنه الصحابة كثيرا من أخبار الأمم الغابرة توفي بحمص سنة ٣٢ هـ. الأعلام ج ٢٢٨/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>