للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول اللّه يقول: «إن اللّه ﷿ سيفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإنّ لهم منكم صهرا وذمّة … ». وروى ابن وهب قال: أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهريّ قال: سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول اللّه يقول: «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإنّ لهم ذمّة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرجوا منها … ». قال: فمرّ بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها، وفي رواية:

«ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا افتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمّة ورحما أو قال: ذمّة وصهرا» الحديث، ورواه مالك، والليث وزاد: فاستوصوا بالقبط خيرا. أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب. قال ابن شهاب: وكان يقال إنّ أمّ إسماعيل منهم، قال الليث بن سعد: قلت لابن شهاب: ما رحمهم، قال: إن أمّ إسماعيل بن إبراهيم صلوات اللّه عليهما منهم، وقال محمد بن إسحاق (١): قلت للزهريّ (٢): ما الرحم التي ذكر رسول اللّه ؟ قال: كانت هاجر أمّ إسماعيل منهم، وروى ابن لهيعة من حديث أبي سالم الجيشاني: أن بعض أصحاب رسول اللّه أخبره أنه سمع رسول اللّه يقول: «إنكم ستكونون أجنادا وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم فاتقوا اللّه في القبط لا تأكلوهم أكل الخضر»، وعن مسلم بن يسار: أن رسول اللّه قال: «استوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال العدوّ»، وعن يزيد بن أبي حبيب: أن أبا سلمة ابن عبد الرحمن حدّثه أن رسول اللّه أوصى عند وفاته أن تخرج اليهود من جزيرة العرب، وقال: «اللّه اللّه في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدّة، وأعوانا في سبيل اللّه»، وروى ابن وهب عن موسى بن أيوب الغافقي عن رجل من الرّند: أن رسول اللّه مرض فأغمي عليه ثم أفاق فقال: «استوصوا بالأدم الجعد» ثم أغمي عليه الثانية، ثم أفاق فقال مثل ذلك، ثم أغمي عليه الثالثة، فقال مثل ذلك، فقال القوم: لو سألنا رسول اللّه من الأدم الجعد، فأفاق فسألوه، فقال: «قبط مصر، فإنهم أخوال، وأصهار، وهم أعوانكم على عدوّكم وأعوانكم على دينكم»، قالوا: كيف يكونون أعواننا على ديننا يا رسول اللّه؟ قال: «يكفونكم أعمال الدنيا وتتفرّغون للعبادة فالراضي بما يؤتى إليهم كالفاعل بهم والكاره لما يؤتى إليهم من الظلم كالمتنزه عنهم»، وعن عمرو بن حريب وأبي عبد الرحمن الحلبي أن رسول اللّه قال: «إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوّة لكم وبلاغ إلى عدوّكم بإذن اللّه» يعني قبط مصر.


(١) من أقدم مؤرخي العرب. له: (السيرة النبوية) و (كتاب الخلفاء). توفي سنة ١٥١ هـ. الأعلام ج ٢٨/ ٦.
(٢) أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الزهري من العلماء الثقات بالحديث روى له البخاري ومسلم ولادته سنة ١٠٩ هـ ووفاته سنة ١٨٤ هـ. الأعلام ج ٤٠/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>