وفي لفظ:«حسّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصّوت الحسن يزيد القرآن حسنا»(٢).
والمعنى: حسّنوا أصواتكم وأنتم تتلون القرآن، فذلك ممّا يزيد أثر القرآن في النّفس.
والمعنى في حسن الصّوت: التّطريب والتّغنّي.
واختلف السّلف فيه، فذهبت طائفة منهم إلى كراهته، لما رأوا من شبه ذلك بأصوات الغناء، وذهب آخرون إلى شرعيّته واستحبابه، والفصل في
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٣، ٢٨٥، ٢٩٦، ٣٠٤) والبخاريّ في «أفعال العباد» (رقم: ٢٥٠ - ٢٥٤، ٢٥٦) وأبو داود (رقم: ١٤٦٨) والنّسائيّ (رقم: ١٠١٥، ١٠١٦) وفي «فضائل القرآن» (رقم: ٧٥) وابن ماجة (رقم: ١٣٤٢) والدّارميّ (رقم: ٣٣٧٢) من طرق عن طلحة بن مصرّف، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء، به. قلت: وإسناده صحيح. وعلّقه البخاريّ في «الصّحيح» (٦/ ٢٧٤٣) بصيغة الجزم، وله طريقان آخران عن البراء، وله شاهد من حديث أبي هريرة، كما شرحته في «علل الحديث». (٢) حديث حسن. أخرجه الدّارميّ (رقم: ٣٣٧٣) والحاكم (رقم: ٢١٢٥) والبيهقيّ في «الشّعب» (رقم: ٢١٤١) من طريق صدقة بن أبي عمران، عن علقمة بن مرثد، عن زاذان أبي عمر، عن البراء، به مرفوعا. قلت: وإسناده حسن، صدقة صدوق لا بأس به.