أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه، فيظنّوا أنّه من القرآن (١).
وأقول: في ذكره مصلحة كذلك، لكن ينبغي أن تدفع الشّبهة الّتي أشار إليها أبو رزين بأن يبيّن ذلك في جملة الاصطلاحات الّتي تلحق بأواخر نشرات المصاحف.
[المبحث الرابع: فواصل الآيات]
هل فواصل الآيات توقيفيّة؟ اختلفوا فيها على قولين:
الأوّل: توقيفيّة، وقوّاه بعض العلماء بحديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال:
أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من الثّلاثين من آل حم ١
يعني الأحقاف، قال: وكانت السّورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سمّيت الثّلاثين (٢).
(١) أثر صحيح. أخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص: ٢٤١) ومن طريقه: الدّاني في «المحكم» (ص: ١٦) وإسناده صحيح. وانظر الآثار عن بعض السّلف في كراهة ذلك في كتاب «المصاحف» لابن أبي داود (ص: ١٣٨)، وجميعه للعلّة المذكورة. (٢) حديث حسن. أخرجه أحمد (رقم: ٣٩٨١) من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. قلت: وهذا إسناد حسن.