[٢]"فسار الليل، وكمن النَّهار، حتَّى انتهى إلى الهمج"١، فأصاب عيناً، فقال:"ما أنتَ؟ هل لك علم بما وراءك من جمع بني سعد؟ قال: "لا علم لي به، فشدُّوا عليه فأقرَّ أنه عين لهم بعثوه إلى خيبر، يعرض على يهود خيبر نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم، ويقدمون عليهم، فقالوا له:"فأين القوم؟ قال: "تركتهم وقد تجمَّع منهم مائتا رجل، ورأسهم وبَر ابن عُلَيْم". قالوا: "فسر بنا حتى تدُلَّنا". قال: "على أن تُؤَمِّنوني". قالوا: "إن دللتنا عليهم وعلى سرحهم أمَّنَّاك، وإلاَّ فلا أمَانَ لك". قال: "فذاك، فخرج بهم دليلاً لهم"٢". بعد أن كان عيناً عليهم، فسار بهم في فدافد٣، وآكام٤، حتى ساء ظنهم به، واعتقدوا أنه ربَّما كان يخدعهم، حتى أفضى بهم إلى سهلٍ من الأرض".
[٣] "فإذا نعَم كثير، وشاء٥، فقال:"هذه نَعمهم وشاؤهم، فأغاروا عليه فضموا النعم والشاء، قال: "أرسلوني". قالوا: "حتى نأمن
١ الهَمَج - بالتحريك، والجيم -: ماء وعيون عليه نخل. (الحموي: معجم ٥/٤١٠، السمهودي: وفاء ٤/١٣٢٧) . ٢ من رواية الواقدي (مغازي ٢/٥٦٢) . ٣ الفدفد: الفلاة، والمكان الصّلب الغليظ والمرتفع. (قاموس: الفدفد) . ٤ الأكمة - محرَّكة: التل من القف من حجارة واحدة، أو هي دون الجبال، أو الموضع يكون أشدّ ارتفاعاً مِمَّا حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجراً. (القاموس: الأكمة) . ٥ الشاء: جمع شاة.