على المشركين، والنصر المبين للمؤمنين، انتصروا، وأسروا منهم سبعين رجلًا، وقتلوا سبعين رجلًا، منهم أربعة وعشرون رجلًا من كبرائهم وصناديدهم؛ سُحبوا، فأُلقوا في قليب من قُلب بدر خبيثة قبيحة.
* ثم إن النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - بعد انتهاء الحرب بثلاثة أيَّام ركب ناقته، ووقف عليهم يدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم:"يا فلان ابن فلان! أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا؛ فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا". فقالوا: يا رسول الله! ما تُكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال:"والذي نفسي بيده؛ ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"(١).
والنبي عليه الصَّلاة والسلام وقف عليهم توبيخًا وتقريعًا وتنديمًا، وهم قد وجدوا ما وعد الله حقًّا؛ قال الله تعالى:{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ}[الأنفال: ١٤]؛ فوجدوا النَّار من حين ماتوا وعرفوا أن الرسول حق، ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد.
* فأهل بدر الذين جعل الله على أيديهم هذا النصر المبين والفرقان الذي هاب العرب به رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وأصحابه، وكان لهم منزلة عظيمة بعد هذا النصر؛ اطلع الله عليهم، وقال:"اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم"(٢)؛ فكل ما يقع منهم من ذنوب؛ فإنَّه
(١) رواه: البُخاريّ (٣٩٧٦)، ومسلم (٢٨٧٤)؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه. (٢) رواه: البُخاريّ (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤)؛ عن علي رضي الله عنه؛ في قصة =