كما جعل للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حوضًا يرده المؤمنون من أمته؛ كذلك يجعل لكل نبي حوضًا، حتى ينتفع المؤمنون بالأنبياء السابقين، لكن الحوض الأعظم هو حوض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
* * *
• الأمر التاسع مما يكون يوم القيامة: الصراط:
وقد ذكره المؤلف بقوله:"وَالصِّراطُ مَنْصوبٌ عَلى مَتْنِ جَهَنَّمَ، وَهُوَ الجِسْرُ الذي بين الجنة والنار".
* وقد اختلف العلماء في كيفيته:
- فمنهم من قال: طريق واسع يمر الناس عليه على قدر أعمالهم؛ لأن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا؛ ولأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأنه دَحْض ومَزِلة (١)، والدحض والمزلة لا يكونان إلا في طريق واسع، أما الضيق؛ فلا يكون دحضًا ومزلة.
- ومن العلماء من قال: بل هو صراط دقيق جدًّا؛ كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه مسلم بلاغًا (٢)؛ أنه أدق من الشعر، وأحد من السيف.
* على هذا يرد سؤال: وهو: كيف يمكن العبور على طريق كهذا؟
(١) رواه: البخاري (٧٤٣٩)، ومسلم (١٨٣)؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (٢) رواه مسلم (١٨٣).