قال: فمكثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فبينَا نحنُ على ذلك، [إِذْ](١) أُتِي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعَرَقٍ فيه تمرٌ - والعَرَقُ: الْمِكْتَلُ-.
قال:"أينَ السَّائلُ؟ ". قال: أنا.
قال:"خُذْ هذا، فتصدَّقْ بِهِ".
فقال الرجُلُ: على أفقرَ مني يا رسولَ الله؟ فواللهِ ما بينَ لابتيها- يُريدُ: الحرَّتين (٢) - أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهل بيتي. فضَحِكَ النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - حتَّى بدتْ أنيابُه، ثم قال:"أطْعِمْهُ أهلَكَ". أخرجه الجماعةُ (٣).
(١) زيادة من "أ". (٢) قال المصنف في "الصغرى": "الحرة أرض تركبها حجارة سود". وفي حاشية الأصل: "لابتيها: موضع فيه حجارة سود بالمدينة معروف". قلت: وقال ابن الملقن في "الإعلام" (ج ١/ ق ١٦٢/ ب): "اللابتان: الحرتان، والمدينة بين حرتين؛ شرقية وغربية". (٣) رواه البخاري (١٩٣٦)، ومسلم (١١١١)، وأبو داود (٢٣٩٠)، والنسائي في "الكبرى" (٢/ ٢١٢ - ٢١٣)، والترمذي (٧٢٤)، وابن ماجه (١٦٧١). قلت: وهؤلاء الستة هم مراد المصنف بالجماعة؛ فهم الذين سماهم ورمز لهم في مقدمة كتابه هذا، ووقع حديث واحد في "الصغرى" له برقم (٣٤٩ بتحقيقي) قال فيه: "أخرجه الجماعة"، ونقلت هناك عن "الإعلام" لابن الملقن (ج ٤/ ق ٢٨ - ٢٩/ ب- أ): بأن "مراد المصنف بالجماعة أصحاب الكتب الستة". وأما هنا في "الكبرى" فقد تكرر منه هذا العزو بهذا اللفظ في أكثر من حديث، كما هو مبين في المقدمة ص (٦٧).