وحُجَّة القَول الثَّاني: أنَّ آدَم وحَوَّاء عليهما السلام كانا يَعْرِفَانِه ويَعْرِفَان مَا عِنْدَه مِنْ الْحَسَد والعَدَاوة، فَيَسْتَحِيل في العَادَة أن يَقْبَلا قَوله (١)، وأن يَلْتَفِتَا إليه، فلا بُدّ وأن يَكُون الْمُبَاشِر للوَسْوَسَة مِنْ بَعض أتْبَاع إبْليس (٢).
(١) لم يتوصّل إبليس إلى مُرادِه إلا بحيل، منها: الأيمان الكاذبة (وَقَاسَمَهُمَا)، فَهما لم يقبلا منه بادئ ذي بدء، والوُعُود بالملك والخلود: (أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ). وقِيل: لما حلف له إبليس صدقه، لأنه ظن أنه لا يحلف أحدٌ كذبًا. التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ٤٥). وينظر لذلك: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، ابن القيم (ص ١٢٠) وما بعدها، والصواعق المرسلة، ابن القيم (١/ ٣٧٥). (٢) التفسير الكبير، مرجع سابق (٣/ ١٥، ١٦) بتصرف واختصار.