للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال مالك: وعلى هذا العمل منذ بضع ومئة سنة (١) . وروي عن مالك: ست وأربعون، وثلاث الوتر، قال في «الفتح» (٢) : «هذا هو المشهور عنه (٣) ، وقد رواه ابن وهب عن العمري عن نافع، قال: لم أدرك الناس إلا وهم يصلون تسعاً وثلاثين، ويوترون منها بثلاث (٤) . وعن زرارة بن أبي أوفى: أنه كان يصلِّي بهم بالبصرة أربعاً وثلاثين ويوتر (٥) . وعن سعيد بن جبير: أربعاً وعشرين (٦) ، وقيل: ست عشرة غير الوتر» (٧) .

هذا حاصل ما ذكره في «الفتح» (٨) من الاختلاف في ذلك، وأما العدد الثابت عنه S في صلاته في رمضان، فأخرج البخاري (٩) وغيره (١٠)


(١) كذا في «الفتح» (٤/٢٥٣-٢٥٤) ، وانظر ما تقدم قريباً.
(٢) (٤/٢٥٤) ، وعنه صاحب «عون الباري» (٢/٨٦٣) .
(٣) انظر: «الكافي» (١/٢٥٦) ، «بداية المجتهد» (١/٢١٠) ، «حاشية الدسوقي» (١/٣١٥-٣١٧) ، «أسهل المدارك» (١/٢٩٩) ، «الخرشي» (٢/٨-٩) ، «الشرح الصغير» (١/٤٠٤) ، «ميسّر الجليل الكبير» (١/٢٥٨) .
(٤) أخرجه محمد بن نصر في «قيام رمضان» (ص ٩٦ - مختصره) .
وذكره الباجي في «المنتقى» (١/٢٠٨-٢٠٩) .
(٥) أخرجه محمد بن نصر في «قيام رمضان» (ص ٩٦ - مختصره) .
وانظر «عون الباري» (٢/٨٦٣) .
(٦) أخرجه محمد بن نصر في «قيام رمضان» (ص ٩٦ - مختصره) .
(٧) انظر «المجموع» (٤/٣٢) ، «عمدة القاري» (١١/١٢٧) ، «عون الباري» (٢/٨٦٣) .
(٨) (٤/٢٥٣-٢٥٤) ، وعنه «نيل الأوطار» (٣/٦٤) ، و «عون الباري» (٢/٨٦٣) .
(٩) في «صحيحه» (رقم ١١٤٧، ٢٠١٣) .
(١٠) مثل: مسلم في «صحيحه» (١٢٥) ، وأبو داود في «سننه» (١٣٤١) ، والترمذي في «جامعه» (٤٣٩) ، والنسائي في «المجتبى» (٣/٢٣٤) ، ومالك في «الموطأ» (٩٤) ، وأحمد (٦/٣٦، ٧٣، ١٠٤) ، وإسحاق بن راهويه في «المسند» (رقم ١١٣٠) ، وعبد الرزاق (١/٤٧) ، وابن خزيمة في «صحيحه» (١١٦٦) ، وأبو عوانة في «المسند» (٢/ ٣٥٦) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/٢٨٢) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٢/٤٩٥) وفي «المعرفة» (٥٣٧٩) .

وفي الباب عن جابر بنحوه، قال: «صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان ثمان ركعات، وأوتر، ... » ، عند الطبراني في «الصغير» (١/١٩٠) ، وابن خزيمة (١٠٧٠) ، وابن حبان (٩٢٠ - موارد) ، وابن نصر (٩٠) ، وفيه ضعف يسير، يجبر بالشاهد قبله، وقال الذهبي في «الميزان» عنه: «إسناده وسط» . وانظر «تحفة الأحوذي» (٢/٧٤ - ط. الهندية) .
قال العلامة عبد الحق الدهلوي في «لمعات التنقيح» (٤/١١١) عن عدد ركعات التراويح: «ولا يذهب عليك أن تقدير الأعداد من غير سندٍ من جانب الشارع، لا يجوز» ، وقال -قبله- ابن العربي المالكي في «عارضة الأحوذي» (٤/١٩) : «والصحيح أن يُصلَّى إحدى عشرة ركعة، صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيامه، فأما غير ذلك من الأعداد، فلا أصل له، ولا حدَّ فيه، فإذا لم يكن بدٌّ من الحد، فما كان النبي -عليه السلام- يصلّي، وما زاد النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، وهذه الصلاة هي قيام الليل، فوجب أن يقتدى فيها بالنبي -عليه السلام-» ، وقارنه -لزاماً- بما في «القبس» له (١/٢٨٤) .

<<  <   >  >>