الباء والراء والهمزة: أصلان إليهما ترجع فروع الباب؛ أحدهما: الخَلْق، يقال: برأ الله الخلق يبرؤهم بَرْءا. والبارئ: الله جل ثناؤه.
والأصل الآخر: التباعد عن الشيء ومزايلته. من ذلك: البُرْء، وهو السلامة من السُّقْم، يقال: بَرِئت وبَرَأت, قال تعالى:{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} ، وفي غير موضع من القرآن الكريم:{إِنِّي بَرِيءٌ} والمصدر: البراء٢.
وقال الراغب الأصفهاني:"أصل البَرْء والبَرَاء والتبرِّي: التفصِّي مما يكره مجاورته، ولذلك قيل: بَرَأْت من المرض٣, وبرأت من فلان، وتبرّأت وأبرأته من كذا، وبَرَأته، ورجل بريء، وقوم برآء وبريئون...."٤.
وقال ابن الأعرابي: البريء: المتفصي من القبائح، المتنحي عن الباطل والكذب، البعيد من التهم، النقي القلب من الشرك.
وقال أيضا: يقال: برئ إذا تخلص، وبرئ: إذا تنزه وتباعد, وبرئ: إذا أعذر وأنذر. ومنه قوله تعالى:{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي: إعذار وإنذار.
١ أخرجه الإمام أحمد والشيخان وأصحاب السنن إلا ابن ماجه. وانظر روايات القصة وألفاظها، في "تفسير ابن كثير": ٨/ ١٠٨-١١١، طبعة الشعب. ٢ "معجم مقاييس اللغة": ١/ ٢٣٦, ٢٣٧. ٣ في "المصباح المنير" للفيومي "١/ ٤٧": "بَرَأَ" من المرض "يَبْرَأ" من بابَيْ نفَع وتعِب. ٤ "مفردات القرآن" للراغب ص٤٥.