وإذا كان القرآن الكريم هو مصدر الدين، عقيدة وشريعة، فإن السنة النبوية مثل القرآن في ذلك؛ لأنها وحي من الله تعالى, فقد وصف -سبحانه- ما يصدر عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنه وحي، فقال:
وعن حسان بن عطية، قال:"كان جبريل -عليه السلام- ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسنة, فيعلِّمه إياها كما يعلمه القرآن"١.
وأخرج البيهقي في "المدخل" عن طاوس: "أن عنده كتابا من العقول "الديات"، وما فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صدقة وعقول, فإنما نزل به الوحي"٢.
فجعل ما فرضه رسول الله، مما نزل به الوحي، مع أنه لم ينزل بلفظه في القرآن الكريم الذي هو وحي متلوّ.
١ أخرجه الدارمي: ١/ ١٤٥، واللالكائي في "أصول الاعتقاد": ١/ ٨٤، وابن بطة في "الإبانة": ١/ ٢٥٥، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص٥٦٣، والخطيب في "الفقيه والمتفقه": ١/ ٩٩. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٣/ ٢٩١: "أخرجه البيهقي بسند صحيح". ٢ انظر: "حجية السنة" ص٣٣٧، وراجع كتاب "الإيمان" لابن تيمية ص٣٧.