ويوازن الإسلام بين الخوف والرجاء، فلا يطغى جانب منهما على الآخر١، فكما أن المسلم يعبد ربه تبارك وتعالى؛ حبا له ورجاء لثوابه وطمعا في جنته، فإنه كذلك يعبده خوفا من عقابه وحذرا من ناره، دون أن يدفعه هذا الخوف إلى شيء من اليأس والقنوط:{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف: ٨٧] .
والمسلم لا يخاف من غير الله تعالى أن يصيبه بما يشاء من مصيبة أو مرض أو فقر أو قتل أو نحو ذلك، بقدرته ومشيئته، سواء ادعى أن ذلك كرامة لمن يخاف منه بالشفاعة، أو على سبيل الاستقلال، فهذا الخوف لا يجوز تعلقه أصلا بغير الله تعالى؛ لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع الله ندا يخافه فهو مشرك.