الأحاديث والآثار الواردة في تحريم نكاح المتعة مع بيان درجتها
من حيث القبول والرد
جاء النص بتحريم نكاح المتعة عن سبعة من الصحابة وهم: -
١ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كنا في غزوة تبوك، منزلنا ثنية الوداع فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصابيح ونساء يبكين فقال: ما هذا؟ فقيل: نساء يبكين تمتع بهن، فقال صلى الله عليه وسلم: حُرِّمَ أو قال: هدم المتعة النكاح والطلاق والعدة والميراث، رواه أبو يعلى، وفيه مؤمَّل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح (١).
٢ - حديث أبي نضرة، قال: كان ابن عباس يأمر بالمتعة، وكان ابن الزبير ينهي عنها، قال: فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله، فقال عليَّ سمعت مدار الحديث، (تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فلما قام عمر قال: إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء، وإن القرآن قد نزل منازله، ف {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}[البقرة: آية ١٩٦]، كلما أمركم الله، وابنوا نكاح هذه النساء، فلن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة. رواه مسلم (١٢١٧)(٢)، ورواه الإمام أحمد مختصراً (٣٦٩)(٣).
٣ - حديث إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:(رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا، ثم نهى عنها). رواه مسلم (٤)، ورواه الإمام أحمد (٥).
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: (رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا ثم نهى عنها، هذا تصريح بأنها أبيحت يوم فتح مكة وهو
(١) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي، باب: نكاح المتعة (٤/ ٢٦٤). (٢) صحيح مسلم، كتاب الحج، باب في المتعة بالحج والعمرة (٢/ ٨٨٥). (٣) مسند الإمام أحمد، مسند الخلفاء الراشدين، مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه (١/ ٤٣٧). (٤) رواه مسلم، كتاب الحج، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه، إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها (٢/ ١٠٢٣). (٥) مسند الإمام أحمد، مسند المدنيين، بقية حديث ابن الأكوع في المضاف في الأصل (٢٧/ ٨٤).