وقال عبد الله بن مَسْعُودٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟» قال قُلْنَا: الذي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قال:«ليس بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»(١).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ (٢) إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» (٣).
[بيان حقيقة الغضب]
اعلم أن الله تعالى لما خلق الحيوان معّرضاً للفساد والموت، بأسباب في داخل بدنه وأسباب
(١) رواه مسلم - كتاب البر والصلة والآداب- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب (٤/ ٢٠١٤). ط دار إحياء التراث العربي - بيروت (٢) الشديد: أي القوي. والصرعة: هو الذي يصرع الرجال بقوته. (٣) رواه البخاري - كتاب الأدب - باب الحذر من الغضب (٧/ ١٢٩).