(ينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق القوم باستعمال آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أمكنه، وتوظيف السنن على نفسه، فإن الله تعالى يقول:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١] (٢).
وعن سفيان بن عيينة أنه كان يقول:" إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خُلُقه وسيرته وهَدْيه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل "(٣).
وعن ابن شهاب قال:" إن هذا العلم أدبُ الله الذي أدَّب به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأدب النبى - صلى الله عليه وسلم - أمته، أمانةُ الله إلى رسوله، ليؤديه على ما أدِّي إليه، فمن سمع علمًا؛ فليجعله أمامه حجة فيما بينه وبين الله عز وجل "(٤).
وعن ابن وهب قال: سمعت مالكًا يقول: " إن حقّاً على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون مُتَّبِعًا لأثَرِ مَنْ مضى قبله "(٥).
وعن ثابت بن محمد قال: سمعت الثوري يقول: " إن استطعت ألا تَحُكَّ رأسك إلا بأثر؛ فافعل "(٦).
(١) " الجامع لآداب الراوي والسامع " (١/ ٧٨). (٢) " السابق " (١/ ١٤٢). (٣) " السابق " (١/ ٧٩). (٤) " السابق " (١/ ٧٩). (٥) " السابق " (١/ ١٥٦). (٦) " السابق " (١/ ١٤٢).