كما كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يشاور أصحابه مع كمال عقله وسداد رأيه، امتثالاً لأمر اللَّه تعالى وتطييباً لنفوس أصحابه، قال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(٢)، {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}(٣).
[المسلك الخامس: الثبات عند لقاء العدو:]
من عوامل النصر الثَّبات عند اللقاء وعدم الانهزام والفرار، فقد ثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع معاركه التي خاضها، كما فعل في بدر، وأُحد وحُنين. وكان يقول في حنين حينما ثبت وتراجع بعض المسلمين:((أنا النبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. اللَّهم نزِّل نصرك)) (٤) وثبت أصحابه من بعده. وهو قدوتنا وأسوتنا الحسنة
(١) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب حدثنا عمرو بن علي، ٤/ ٦٦٨، (رقم ٢٥١٧)، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٣٠٩. (٢) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩. (٣) سورة الشورى، الآية: ٣٨. (٤) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من صف أصحابه عند الهزيمة، ٦/ ١٠٥، (رقم ٢٩٣٠)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، ٣/ ١٤٠١، (رقم ١٧٧٦).