[المبحث السادس: الإله الحق سخر جميع ما في الكون لعباده]
من الحكمة في دعوة المشركين إلى الله تعالى لفت أنظارهم وقلوبهم إلى نعم الله العظيمة: الظاهرة، والباطنة، والدينية، والدنيوية. فقد أسبغ على عباده جميع النعم:{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ الله}(١)، وسخَّر هذا الكون وما فيه من مخلوقات لهذا الإنسان.
وقد بيّن سبحانه هذه النعم، وامتنَّ بها على عباده، وأنه المستحق للعبادة وحده، ومما امتنَّ به عليهم ما يأتي:
فقد شمل هذا الامتنان جميع النعم: الظاهرة والباطنة، الحسيّة والمعنوية، فجميع ما في السموات والأرض قد سُخّر لهذا الإنسان، وهو شامل لأجرام السموات والأرض، وما أودع فيهما من: الشمس، والقمر، والكواكب، والثوابت والسيارات، والجبال، والبحار، والأنهار، وأنواع الحيوانات،
(١) سورة النحل، الآية: ٥٣. (٢) سورة البقرة، الآية: ٢٩. (٣) سورة لقمان، الآية: ٢٠. (٤) سورة الجاثية، الآية: ١٣.