وقت الإذن العام منه - صلى الله عليه وسلم - للرجال والنساء في الزيارة؛ لأن أحاديث النهي عن الزيارة للنساء محكمة ناسخة لما قبلها)) (١).
[الأمر الرابع: الزيارة لأهل القبور أنواع على النحو الآتي:]
[النوع الأول: زيارة شرعية يقصد بها ما يأتي:]
١ - السلام على الموتى والدعاء لهم، والترحم عليهم؛ فقد انقطعت أعمالهم.
[٢ - تذكر الموت، والآخرة، وحصول رقة القلب ودمع العين.]
٣ - إحياء سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه زار القبور وأمر بزيارتها.
النوع الثاني: زيارة بدعية وشركية (٢)، وهذا النوع ثلاثة أنواع:
١ - من يسأل الميت حاجته، وهؤلاء من جنس عُبَّاد الأصنام، ويخرجون من الإسلام.
٢ - من يسأل الله تعالى بالميت، كمن يقول: أتوسل إليك بنبيك، أو بحق الشيخ فلان، وهذا من البدع المحدثة في الإسلام، ولا يصل إلى الشرك الأكبر، فهو لا يُخرج عن الإسلام، كما يخرج الأول.
٣ - من يظن أن الدعاء عند القبور مُستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد، وهذا من المنكرات بالإجماع (٣).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مشروعية زيارة القبور: ((وكان هديه
(١) مجموع فتاوى ابن باز، ١٣/ ٣٣٢. (٢) انظر: فتاوى ابن تيمية، ١/ ٢٣٣، و٢٤/ ٣٢٦، والبداية والنهاية، ١٤/ ١٢٣. (٣) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ٦/ ١٦٥ - ١٧٤، وانظر مجموع فتاوى ابن باز، ١٣/ ٢٨٥.