ومن تتبع آيات القرآن وجد من ذلك الكثير من الدعوة والإلحاح لإعمال العقول واستخدام البراهين والأدلة المبثوثة حولنا في الكون ولذلك يرد كثيراً في كتاب ربنا الاستفهام الإنكاري والتعجبي {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}(٣)، وقوله سبحانه ...... {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}(٤)، وقوله سبحانه ....... { ... أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ}(٥)، وأيضاً ......... {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}(٦) وأيضاً ........ {أَفَلَا تُبْصِرُونَ}(٧).
ونقرأ مواضع تذييل الآيات ببيان السبب وراء إيرادها فنجده إعمال الفكر والتدبر ورجاء تحقق الهداية بذلك {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}(٨) ..... {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(٩) ....... {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(١٠) ........ {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(١١).
ويأتي في القرآن أيضاً بيان أنه لا ينتفع بهذا البيان الإلهي والبرهان العقلي إلا القوم العالمون العقلاء أصحاب الأفهام السليمة {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}(١٢) وقوله تعالى {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}(١٣) وقوله تعالى ... {لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}(١٤) وقوله تعالى {قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ}(١٥) وقوله تعالى {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤)} (١٦).
(١) - سورة البقرة. آية: ١١١. (٢) - سورة الأنعام. آية: ١٤٨. (٣) - سورة البقرة. آية: ٤٤. (٤) - سورة النساء. آية: ٨٢. (٥) - سورة الأنعام. آية: ٥٠. (٦) - سورة الأنعام. آية: ٨٠. (٧) - سورة القصص. آية: ٧٢. (٨) - سورة البقرة. آية: ٢١٩. (٩) - سورة البقرة. آية: ٧٣. (١٠) - سورة البقرة. آية: ٥٣. (١١) - سورة البقرة. آية: ١٥٠. (١٢) - سورة البقرة. آية: ١٦٤. (١٣) - سورة البقرة. آية: ٢٣٠. (١٤) - سورة الأنعام. آية: ٩٨. (١٥) - سورة الأنعام. آية: ١٢٦. (١٦) - سورة يونس. آية: ٢٤.