تزويد العقول بحقائق الدين الناصعة، وكشف أباطيل وشبه الخصوم.
فقد كان تصحيح المفاهيم، وتبيين الحقائق، وتزييف الباطل، ورد الشبهات، من أجلِّ المقاصد لآيات القرآن الكريم. قال الله تعالى عن القرآن {حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (١). وقال سبحانه {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}(٢). وقال عزَّ مِن قائل {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}(٣).
ومن تصحيح المفاهيم قوله تعالى {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (٤). فنفى سبحانه أن مجرد الانتساب لأحد الرسالات الثلاث كافياً للنجاة عند الله، مهما عمل الإنسان من عمل، بل لابد من العمل الصالح لدخول الجنة.