تنوعت أساليب القرآن الكريم في بث تعاليمه التي تنظم شأن المسلمين العام، وتوفر لهم قاعدة من التوجيهات والأسس، الكفيلة - عند تطبيقها - بضمان القيام بأمر الناس، والحكم بينهم، على الوجه الذي يتم فيه رعاية مصالح الدنيا والدين معاً.
وكان من هذه الأساليب:
اعتماد التكرار في تقرير الأسس والأركان التي يقوم عليها الحكم الإسلامي،
وهو أسلوب قرآني مبين، يؤسس المعاني، ويؤكد المفاهيم، قال الإمام السيوطي - رحمه الله -:"وله - أي: التكرار - فوائد: منها: التقرير، وقد قيل " الكلام إذا تكرَّر تقرَّر " (١). وعلى هذا سار الإعلام القرآني، لتقرير القضايا الكبرى، في وجدان الأمة، ومن هذا البيان القرآني تكرار ما جاء في الأمر بـ:
الأساس الأول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قال العلامة السعدي - رحمه الله - " الأمانات كل ما ائتمن عليه الإنسان وأمر بالقيام به. فأمر الله عباده
(١) - فوائد التكرار بتصرف من الإتقان للسيوطي ٥/ ١٦٤٨ - ١٦٤٩. (٢) - مستفاد من التفسير المنير. د وهبة الزحيلي. ٣/ ١٢٦ - ١٣٥. ط دار الفكر - دمشق ٢٠٠٥ (٣) - سورة النساء. آية: ٥٨ - ٥٩