وفي الآيتين تعظيم أمر البيعة، ووجوب الوفاء بها، خاصة وأن الله تعالى حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، {فَمَنْ نَكَثَ} فإنما يعود وبال ذلك عليه، والله غني عنه، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} أي: ثوابًا جزيلا" (٤).
والبيعة هي ميثاق الولاء والالتزام بجماعة المسلمين والطاعة لإمامهم، فيلتزم الحاكم بالشريعة، والعدل، والشورى، وتلتزم الأمة بالطاعة، وفي الحديث عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: "بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ أَوْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ" (٥).
(١) - الموسوعة الفقهية الكويتية. مادة: بيعة. ٩/ ٢٧٤. بتصرف. (٢) - سورة الفتح. آية: ١٠ (٣) - سورة الفتح. آية: ١٨ (٤) - تفسير ابن كثير. ٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧. بتصرف (٥) - رواه البخاري. كتاب الأحكام. باب كيف يبايع الإمامُ الناس. رقم الحديث/ ٧١٩٩. ص / ١٣٧٤، ومسلم. كتاب الإمارة. باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية. رقم الحديث ١٧٠٩. ص / ٥٢٩.