في هذا المبحث نبين عقيدة من عقائد المسلمين الثابتة، ولكن قل من يعرف أدلتها من الكتاب، فأحببت في هذا المبحث أن أجمع جميع الآيات التي تدل على تنزيه كلام الله
- تعالى - من المطاعن وشرح معناها.
قال تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء: ٨٢] ، فالتدبر للقرآن، ومعرفة أنه ليس فيه أدنى اختلاف، يورث الإنسان العلم أنه من عند الله، إذ لو كان من عند البشر لكان فيه اختلاف كثير، قال البغوي:(أي أفلا يفكرون فيه فيعرفوا-بعدم التناقض فيه وصدق ما يخبر-أنه كلام الله تعالى؛ لأن ما لا يكون من عند الله لا يخلو عن التناقض والاختلاف)(١) .
وقال تعالى:{ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ١-٢] أي لا شك فيه، وكلمة (ريب (نكرة في سياق النفي فتعم، فنفى الله جميع أنواع الريب والشك كبيرها وصغيرها ظاهرها وباطنها، قال القرطبي: (لا ريب نفي عام، والريب هو الشك والتهمة، فكتاب الله لاشك فيه ولا ارتياب.)(٢) .
(١) معالم التنزيل للبغوي (٢/٢٥٤) ، تحقيق محمد النمر، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى، ١٩٨٩. (٢) جامع أحكام القرآن للقرطبي (١/١١٢) باختصار.