قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: (القول في تأويل قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ؛ يعني جل ثناؤه بقوله:{أفلا يتدبرون القرآن} أفلا يتدبر المبيتون غير الذي تقول لهم يا محمد كتاب الله؛ فيعلموا حجة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك، وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم، لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضا بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق؛ فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض)(٢) .
(١) انظر النبأ العظيم، لدراز (ص:١٥٠) ، وانظر من أساليب الغزو الفكري الطعن في القرآن، للدكتور: غنايم (ص:٥٤٠) . (٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن (٨/٥٦٧) ، تحقيق محمود وأحمد ابنا محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثانية