في الفراش مع أهله، أو وهو نائم , أو مع أصحابه , أو وهو سائر , أو على البعير (١) ، وقد يتتابع الوحي ويحمى حتى يشعر بكثرته عليه له , وقد يفتر عنه حتى يشتاق إليه , بل قد يمرض من تأخره عليه؛ فقد روي عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ (الْوَحْيَ قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تَوَفَّاهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) بَعْد) (٢) .
وعن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -أَنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) كُنَّ حِزْبَيْنِ , فَحِزْبٌ فِيهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَصَفِيَّةُ وَسَوْدَةُ , وَالْحِزْبُ الْآخَرُ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) ... الحديث وفيه فَقَالَ:«لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ» ... الحديث) (٣) .
(١) انظر فتح الباري (١/٣٠) فقد ذكر أن عند البيهقي حديث (وإن كان ليوحى إليه وهو على ناقته فيضرب حزامها الأرض من يقل ما يوحى إليه) . (٢) متفق عليه (البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي، رقم:٤٩٨٢، ومسلم: كتاب التفسير، باب، رقم:٣٠١٦) . (٣) البخاري: كتاب الهدية وفضلها والتحريض عليها، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه، رقم:٢٥٨١. (٤) أخرجه مسلم: كتاب الصلاة، باب حجة من قال البسملة آية من كل سورة، رقم:٤٠٠.