حدثنى عبد الله بن يحيى العسكرى، عن أحمد بن أبى خيثمة، عن أبى الحسن على بن محمد المدائنى، قال: قال أبو عمرو بن العلاء: قال رؤبة: ما رأيت أفخر من قول امرىء القيس «١» :
فلو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة ... كفانى ولم أطلب قليل من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثّل ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالى
ولا أنذل من قوله «٢» :
لنا غنم نسوّقها غزار «٣» ... كأنّ قرون جلّتها العصىّ
وقال أحمد بن عبيد الله بن عمّار: قد وقفنا على ما أتاه الشعراء القدماء من الزلل والخطأ فى قصيد أشعارهم وأراجيزها، قديمها وحديثها، وإحالتهم فى نسج بعضها، وما أتوا به من الكلام المذموم؛ فأوّلهم امرؤ القيس- مع جلالة شأنه، وعظيم خطره، وبعد همته- يقول مفتخرا بملكه واصفا لما يحاوله:
[١] هو امرؤ القيس بن حجر الكندى. وأبوه حجر ملك على بنى أسد. وكان أبوه قد طرده حتى إذا عرف مقتل أبيه قال: ضيعنى صغيرا وحملنى دمه كبيرا. وهو من شعراء الطبقة الأولى من فحول الجاهلية. وارجع فى ترجمته إلى طبقات ابن سلام (٤٣، ٦٧- ٨٠) ، والشعر والشعراء لابن قتيبة (٥٢- ٨٦) ، والأغانى (٨- ٦٣) ، وديوانه- المقدمة.