السياق، إذ الكلام في شروط ما تبنى منه هذه الصيغ، والجامد لا يقبل ذلك.
الثالث: يتوصل إلى التعجب من الزائد على ثلاثة، ومما وصفه على (أفعَل فعلاء) ب (ما أشدّ) ونحوه١، وينصب مصدرهما بعده، أوب (اشدُد) ونحوه، ويجر مصدرهما بالباء٢، فتقول: ما أشدّ استخراجه واشدُد باستخراجِه٣.
وكذا المنفي والمبنى للمفعول إلا أن مصدرهما يكون مؤولا، لا صريحا، نحو ما أكثر ألاَّ يقوم، وما أعظم ما ضُرب.
وأما الناقص، فإن قيل: إن له مصدرا٤ فمن النوع الأول٥، وإلا فمن الثاني٦.
وأما ما لا يتفاوت معناه والجامد فلا يتعجب منهما٧ ألبتة٨.
١ مثل (ما أكثر) و (ما أقوى) و (ما أضعف) و (ما أعظم) و (ما أقلّ) . ٢ قوله: (بالباء) ساقط من (ب) و (ج) . ٣ وتقول: ما أشد حمرته واشدد بحمرته. ٤ في (ب) : (فإن قيل: له مصدر) . ٥ أي مما يؤتي له بمصدر صريح، وعلى ذلك تقول: ما أشدّ كونه جميلا، واشدد بكونه جميلا. قال في التصريح ٢/٩٣: (وهو الصحيح) أي أن للناقص مصدرا. ٦ أي إن لم نقل: إن له مصدرا فهو مما يؤتى له بمصدر مؤول تقول: ما أكثر ما كان محسنا، وأكثر بما كان محسنا. ٧ وسبب ذلك أن الفعل الجامد لا مصدر له، وأما ما لا يتفاوت معناه فإنه ليس قابلا للتفاضل، إلا إن أريد وصف زائد عليه، فيقال: ما أفجعَ موته. ينظر التصريح ٢/٩٣. ٨ ألبتة مصدر بتّ يبت بتّا، زيدت عليها أل والتاء، وهي بقطع الهمزة وفتح التاء، بمعنى أبدا ومطلقا. ينظر تاج العروس ١/٥٢٤.