وقال أبو سعيد بن الأعرابي: (أما رابعة، فقد حَمَلَ الناسُ عنها حكمة كثيرة، وحكى عنها سفيان وشُعبة وغيرهما ما يَدُل على بطلان ما قيل عنها، وقد تمثلته بهذا:
ولقد جعلتُك في الفؤاد مُحَدثي ... وَأبَحْتُ جسمي مَنْ أرادَ جُلوسي فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت، وإلى الإباحة بتمامه.
قلت- أي الحافظ الذهبي-: فهذا غلُو وجهل، ولعل مَنْ نسبها إلى ذلك مُباحِيُّ حلولي ليحتجَّ بها على كفره، كاحتجاجهم بخبر: " كنت سمعه الذي يسمع به " (١٥٤٣)) (١٥٤٤) اهـ.
قال ابن كثير رحمه الله:
وقد (ذكروا لها أحوالًا وأعمالًا صالحة، وصيامَ نهارٍ، وقيامَ ليل، ورؤيت لها منامات صالحة، فالله أعلم) وقال أيضا: (وأثنى عليها أكثر الناس، وتكلم فيها أبو داود السجستاني، واتهمها بالزندقة، فلعله بلغه عنها أمر)(١٥٤٥) اهـ والله أعلم.
زوجة الملك الصالح نور الدين محمود بن زنكي: عصمت الدين خاتون بنت الأتابك معين الدولة:
كانت -رحمها الله- كثيرة التهجد، وأحسن النساء في عصرها،
(١٥٤٢) "سير أعلام النبلاء " (٨/٢٤١-٢٤٢) . (١٥٤٣) قطعة من حديث الولاية المشهور، رواه البخاري (١١/٢٩٢-٢٩٣) في الرقاق: باب التواضع، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (١٥٤٥) "سير أعلام النبلاء" (٨/٢٤٢ -٢٤٣) . (١٥٤٥) "البداية والنهاية " (١٠/١٨٦-١٨٧) .