الأزواج، وقال ابن فارس: ونشزت المرأة استصعبت على بعلها (١٠٨٢) .
ومن أمثلة النشوز: امتناعها منه لغير عذر شرعي، أو خروجها من المنزل بغير إذنه، لا إلى القاضي لطلب الحق منه، أو أن تدخل بيته من يكره دخوله (١٠٨٣) .
الرابعة: اختلف أهل العلم في العقوبات الواردة في هذه الآية الكريمة: هل هي مشروعة على الترتيب أم لا؟
ومنشأ الخلاف اختلافهم في " الواو " العاطفة هل هي لمطلق الجمع وعليه فللزوج أن يقتصر على إحدى العقوبات أيا كانت، وله أن يجمع بينهما- أم أنها تقتضي وجوب الترتيب الذي ورد في الآية؟
وتوسط قوم فقالوا: إنه وإن كان ظاهر العطف في الواو يدل على مطلق الجمع، لكن المراد منه الجمع على سبيل الترتيب لظاهر اللفظ، وذلك أن سياق الآية فيه الترقي والتدرج في التأديب: قال الإمام القاضي أبو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى:
(من أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية قول سعيد بن جبير، فقد قال:" يعظها، فإن هي قبلت وإلَّا هجرها، فإن هي قبلت وإلا ضربها، فإن هي قبلت وإلا بعث حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها، فينظران ممن الضرر، وعند ذلك يكون الخلع "(١٠٨٤) اهـ.
(١٠٨٢) انظر: " السابق" (٥/١٧٠- ١٧١) . (١٠٨٣) " السابق" (٥/١٧٢-١٧٣) ، ومن صور النشوز ما ذكره شيخ الإسلام النووي رحمه الله حيث قال في: " روضة الطالبين": (فمنه الخروج من المسكن، والامتناع من مساكنته، ومنع الاستمتاع بحيث يحتاج في ردها إلى الطاعة إلى تعب، ولا أثر لامتناع الدلال) اهـ. (٧/٣٦٩) . (١٠٨٤) " أحكام القرآن" (١/٤٢٠) .