وعنها رضي الله عنها قالت: (دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لي:" يا حُمَيراء (١٠٢٢) ! أتحبين أن تنظري إليهم؟ "، فقلت:(نعم) ، فأقامني وراءه، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم، فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده، فنظرت من فوق منكبيه - وفي رواية: من بين أذنه وعاتقه - وهو يقول:" دونكم يا بني أرفدة "، فجعل يقول:" يا عائشة، ما شبعتِ؟ "، فأقول:" لا "، لأنظر منزلتي عنده، حتى شبعت، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا) ، وفي رواية:(حتى إذا مللت، قال: (حسبك؟) ، قلت:" نعم "، قال:"فاذهبي") ، وفي أخرى: (قلت: " لا تعجل"، فقام لي، ثم قال:" حسبك؟ "، قلت:" لا تعجل "، ولقد رأيته يراوح بين قدميه، قالت:" وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه، وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية العَرِبة الحديثة السن الحريصة على اللهو "(١٠٢٣) ، قالت:" فطلع عمر، فتفرق الناس عنها، والصبيان "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر "، قالت عائشة رضي الله عنها: قال صلى الله عليه وسلم يومئذ: " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة "(١٠٢٤)) .
(١٠٢١) رواه أبو داود رقم (٤٩٣٢) في الأدب: باب في اللعب بالبنات، والنسائي " عشرة النساء " رقم (٦٤) ص (٩٤ - ٩٥) ، وقد تقدم برقم (٢١٠) . (١٠٢٢) تصغير الحمراء، يريد البيضاء، كذا في " النهاية " (١/٤٣٨) . (١٠٢٣) راجع الحاشية رقم (٢١١) . (١٠٢٤) رواه البخاري (١/٤٥٧) في المساجد، والعيدين، وغيرهما، ومسلم رقم (٨٩٢) في العيدين، والنسائي (٣/ ١٩٥ - ١٩٦) ، وفي هذه الرواية زيادات جمعها العلامة الألباني، وحققها في " آداب الزفاف " طبعة ١٤٠٥ هـ ص (٢٧٢ - ٢٧٥) .