(تزوج رياح القيسي امرأة، فبنى بها، فلما أصبح قامت إلى عجينها، فقال:" لو نظرتِ إلى امرأةٍ تكفيكِ هذا "، فقالت:" إنما تزوجت رياحا القيسي، ولم أرني تزوجت جبارًا عنيدا "، فلما كان الليل نام ليختبرها، فقامت ربع الليل، ثم نادته:"قم يا رياح "، فقال:"أقوم"، فقامت الربع الآخر، ثم نادته، فقالت:" قم يا رياحا، فقال: " أقوم "، فلم يقم، فقامت الربع الآخر، ثم نادته، فقالت: " قم يا رياح"، فقال: " أقوم "، فقالت: " مضى الليل، وعَسكَرَ المحسنون، وأنت نائم، ليت شِعري من غَرَّني بك يا رياح؟ ، قال:" وقامت الربع الباقي ") (٦٠٧) اهـ.
وقال رياح: (اغتممتُ مرة في شيء من أمر الدنيا، فقالت:" أراك تغتم لأمر الدنيا، غرَّني منكم شُميط (٦٠٨) ، ثم أخذت هُدْبَةً من مِقْنَعَتِها (٦٠٩) ، فقالت: " الدنيا أهون عَلى من هذه ") (٦١٠) اهـ.
وقال الحسين بن عبد الرحمن:
حدثني بعض أصحابنا قال: (قالت امرأة حبيب أي محمد، وانتبهت ليلة، وهو نائم، فأنبهته في السحر، وقالت: " قم يا رجل فقد ذهب الليل، وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قُدامنا، ونحن قد بقينا ") (٦١١) .
(٦٠٧) "صفة الصفوة " (٤/٤٣ - ٤٤) . (٦٠٨) وهو " شُمَيط بن العجلان " الذي زَوَّجَها من " رياح القيسي". (٦٠٩) المقنَعَة: ما تغطي به المرأة رأسها، وهو أصغر من القناع، والهدبة: الخيط الصغير، وما يشبهه. (٦١٠) "صفة الصفوة " (٤/٤٤) . (٦١١) "السابق" (٤/٣٣) .