كانَ رسولُ اللهِ (٢) صلى الله عليه وسلم يخطبُ يومَ الجمعةِ إلى جنبِ خَشبةٍ مُسندٌ ظهرَه إِليها، فلمَّا كثُرَ الناسُ قالَ:«ابْنوا لي منبراً» ، قالَ: فبنَوا له منبراً له عَتبتانِ، فلمَّا قامَ على المنبرِ يَخطبُ حَنَّت الخشبةُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ أنسٌ: وأَنا في المسجدِ، فسمعتُ الخشبةَ تَحِنُّ حَنينَ الوالِهِ، فَما زالتْ تَحِنُّ حتى نَزلَ إِليها فاحتَضَنَها فسكنَتْ.
فكانَ الحسنُ إذا حدَّث بهذا الحديثِ بَكى ثم قالَ: يا عبادَ اللهِ، الخشبةُ تحِنُّ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شوقاً إليهِ لمكانِهِ مِن اللهِ عزَّ جلَّ، فأَنتم أَحقُّ أَن تَشتاقُوا إلى لقائِهِ (٣) .