يعرف الشرك الأصغر بأنه: مساواة غير الله بالله في هيئة الفعل وأقوال اللسان. أو: كل ما أطلل عليه الشرع وصف الشرك، لكنه لا يخرج من الملة١.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وأما الشرك الأصغر؛ فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك؛ كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة؛ كالحلف بغير الله، وكيسير الرياء، ونحو ذلك٢.
ثانيا: حكم الشرك الأصغر، مع دليله
١- الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، ومعصية من أكبر المعاصي، لما فيه من تسوية غير الله بالله عز وجل.
٢- الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.
٣- الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.
٤- الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلما، ولكن شركه لا يغفر له -على الراجح من قولي العلماء، بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة٣.
٥- صاحب الشرك الأصغر في الآخرة إن دخل النار لا يخلد فيها. والدليل على الشرك الأصغر: قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف: ١١٠] . وقوله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" ٤.
ثالثا: من أنواع الشرك الأصغر
ينقسم الشرك الأصغر إلى أنواع، سأذكر منها بإذن الله:
١ انظر: المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين ٢/ ٢٧. والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف ص٣٠. ٢ انظر القول السديد شرح كتاب التوحيد لابن سعدي ص٢٤. ٣ انظر: الرد على البكري لابن تيمية ص١٤٦. وتيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله ص٩٨. والشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبد الرزاق العباد ص١٨٨-١٨٩. ٤ صحيح مسلم، كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.