يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:"دل استقراء القرآن العظيم على أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: توحيده في ربوبيته، وهذا النوع جبلت عليه فطر العقلاء. الثاني: توحيده جل وعلا في عبادته، وضابط هذا النوع من التوحيد هو:
تحقيق معنى لا إله إلا الله، وهي متركبة من نفي وإثبات. الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته"٢.
فأنواع التوحيد إذًا ثلاثة.
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في آية واحدة من كتاب الله عز وجل؛ في قوله تعالى:{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم: ٦٦] .
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موضحا ذلك:"فقوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} هذا توحيد الربوبية. وقوله:{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الألوهية.
وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} هذا توحيد الأسماء والصفات؛ أي: لا تعلم له سميا؛ أي: مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل"٣.
وبعد ما عرفنا أنواع التوحيد، نتكلم عن كل نوع منها بإيجاز.
١ انظر الدين الخالص لصديق حسن خان ١/ ٥٦. ٢ أضواء البيان للشنقيطي ٣/ ٤١٠-٤١١. ٣ الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد لابن عثيمين ص٩.