للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأظهر أن التحريم ليس للونه بل لرائحته، ودليل ذلك ما ثبت في سنن أبي داود وأصله في الصحيحين والحديث إسناده صحيح: أن ابن عمر كان يصبغ لحيته بالصفرة حتى تمتلأ ثيابه منها، فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: (إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بها ولم يكن شيء أحب إليه منها، وكان يصبغ بها ثيابه حتى عمامته) (١)

فهنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة، وهذا دال على جواز ذلك ما لم تكن الصفرة عن زعفران فإنه يكون محرم للنهي المتقدم.

والحنابلة يرون الكراهية، والحديث ظاهر التحريم وهو مذهب الأحناف والشافعية وهو القول الراجح وأنه محرم لظاهر النهي.

فلا يجوز له أن يلبس ثوباً مزعفراً، أما إذا كان الثوب أصفراً من غير زعفران فإنه جائز لا حرج فيه.

والحمد لله رب العالمين

الدرس السادس والستون

(يوم الأحد: ٧ / ٣ / ١٤١٥هـ)

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (ومنها اجتناب النجاسات)

ومنها: أي من شروط الصلاة.

فاجتناب النجاسات في الثوب والبدن والبقعة من شروط الصلاة.


(١) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس، باب في المصبوغ بالصفرة (٤٠٦٤) قال: " حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا عبد العزيز - يعن ابن محمد - عن زيد - يعني ابن أسلم - أن ابن عمر كان يصبغ لحيته ... " وأخرج البخاري في اللباس، باب النعال السبتية وغيرها (٥٨٥٠) ، عن ابن عمر: " أما الأركان فإني لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها "، وأخرجه مسلم في الحج مثل رواية البخاري، باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة رقم (١١٨٧) .