سهران مبلى قد يئست … من الكوى ومن الهجوع
يَقْوى عليل السقم من … جسمي بما كنَّت ضلوعي
يا رحمتاه لواله الأكباد … والقلب المروع
متخلِّفا بعد الظعائن … باكيا بين الربوع
يُجرى مديد الدمع في … بحر البسيط وفي السريع (٢٨٧)
وأنا الذي هجت الحمام … على البكا وعلى السُّجوع
متصدع الأكباد … لولا الثوبا أبصرتم صدوعي
وإذا دعا اللاحى فما … أنا بالبصير ولا السميع
أهون بعذل العاذلين إذا … دعوا غير المطيع
يا ناهين القلب هلَّا … كان عندكوا جميعي
هذا النزاع اليكمو … والله من طول النزوع
كانت دروع الصبر تعصمني … فمزَّقتم دروعي (٢٨٨)
ونكتفى بهذا القدر من هذه المقطوعة ونختتم هذه النماذج بالأبيات التالية من مقطوعة أخرى:
يا ساكنين البان رقوا … للشجى المضني المشوق
إن الليالي بعدكم جا … ءت تغصصني بريقي
متلفتا نحو الحمى لا بالأسـ … ـير ولا الطليق
أهوى الشقيق لأجلكم وأحـ … ـنُّ للروض الأنيق
يا راشقي بِرناه يا طعَّـ … ـان بالقدِّ الرشيق
(٢٨٧) المديد والبسيط والسريع هي من أوزان الشعر.
(٢٨٨) ديوان البيتي: ص ٨٩، ٩٣.