الثاني: عن عائشة أنها اشترت نمرقة١ فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"ما بال هذه النمرقة؟ " فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها فقال صلى الله عليه وسلم:
"إن أصحاب هذه الصور وفي رواية: "إن الذين يعملون هذه التصاوير يعذبون يوم القيامة"٢ ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم وإن البيت الذي فيه [مثل هذه] الصور لا تدخله الملائكة" [قالت: فما دخل حتى
١ هي الوسادة كما في "النهاية" و "لسان العرب" ٢ قال الحافظ تحت هذه الجملة من الحديث: "وفيه أن الملائكة لا تدخل بيتا في الصور وهذه الجملة هي المطابقة لامتناعه من الدخول وإنما قدم الجملة الأولى يعني: إن أصحاب هذه الصور. .. عليها اهتماما بالزجر عن اتخاذ الصور لأن الوعيد إذا حصل لصانعها فهو حاصل لمستعملها لأنها لا تصنع إلا لتستعمل فالصانع متسبب والمستعمل مباشر فيكون أولى بالوعيد".