وذكر الإمام أحمد رحمه الله الفرق بين الساحر والكاهن فقال: الكاهن يدعي الغيب, والساحر يعقد ويفعل١.
وتكذيب الكهنة من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
برهان ذلك حديث معاوية بن الحكم السلمي٢ رضي الله عنه قال:" قلت يا رسول الله: أمورا كنا نصنعها في الجاهلية, كنا نأتي الكهان قال: فلا تأتوا الكهان ... " ٣ الحديث.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أتى كاهنا فصدقه يما يقول أو أتى امرأة حائضا , أو أتى امرأة من دبرها فقد برئ مما نزل على محمد" ٤.
وفي رواية:"من أتى حائضا, أو امرأة في دبرها, أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد" ٥.
فلهذا أكد أهل العلم في معتقدهم على تكذيب الكهنة.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله: " ولا نصدق كاهنا ولا عرافا, ولا من
١-أحكام أهل الملل من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل ص ٤٦٩. ٢-معاوية بن الحكم السلمي: صحابي نزل المدينة " تقريب التهذيب ٢/٢٥٨ ت:١٢٢٣". ٣-أخرجه مسلم ك: السلام – ب: تحريم الكهانة وإتيان الكهان ح:١٢١-٤/١٧٤٨. ٤-أخرجه أبو داود في سننه -ك: الطب – ب: في الكاهن ح: ٣٩٠٤-٤/٢٢٥, وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ح: ٣٣٠٤-٢/٧٣٩. ٥-أخرجه الترمذي في سننه- أ: طهارة ب: في كراهية إتيان الحائض ح: ١٣٥-١/٩٠ وابن ماجة في سننه بزيادة: "فصدقه بما يقول" بعد كاهنا- ك: طهارة ب: النهي عن إتيان الكاهن ح: ٦٣٩-١/٢٠٩, وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ١/١٠٥ ح: ٥٢٢, وصحيح سنن الترمذي ١/٤٤ ح:١١٦.