مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»(١).
قال النووي -رحمه الله-: «قيل: معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل من الشيطان، وقيل من الآفات، ويحتمل من الجميع»(٢).
وروى أبو داود في سننه من حديث عبد اللَّه بن خبيب -رضي الله عنه- أنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- ليصلي لنا، فأدركناه، فقال:«أَصَلَّيْتُمْ؟» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ:«قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:«قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ:«قُلْ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (٣).
وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- عقبة بن عامر -رضي الله عنه- بهما وقال:«تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا»(٤).
قال ابن القيم -رحمه الله- في كلامه على المعوذتين: «المقصود الكلام على هاتين السورتين وبيان عظيم منفعتهما وشدة
(١) صحيح البخاري برقم ٥٠٠٩، وصحيح مسلم برقم ٨٠٧. (٢) شرح صحيح مسلم (٦/ ٣٣٣). (٣) سنن أبي داود برقم ٥٠٨٢، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٥٧ - ٩٥٨) برقم ٤٢٤١. (٤) سنن أبي داود برقم ١٤٦٣، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٧٥) برقم ١٢٩٩.