عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أَي: أَنَّهَا عَوْرَةٌ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِلْبُيوتِ {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} (١٤٢) تُرِيدُ فِي صَلَاحٍ وَمَعْرفَةٍ، تُسَبِّحُ اللَّهَ وَتُقَدِّسُهُ، وَتُقِيمُ فِي بَيْتِ المقْدِس، فَتَكْنُسُهُ وَتَعْمَلُ القَنَادِيلَ، وَتُسْرِجُ المصَابِيحَ، فَلَمَّا هَمَّتْ أَنْ تَبْلُغَ مَبْلَغَ النِّسَاءِ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}، وَكَانَ ابْنَ عَمِّهَا وَزَوْجَ أُخْتِهَا، فَصَارَتْ عِنْدَهُ، لَهَا غُرْفَةٌ مِنْ دَارِهِ بِسُلَّمٍ لَهَا مِنْ دَارِهِ إِلَى مِحْرَاب لَهَا، تُصَلِّي فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَالَ: وَكَانَ زَكَرِيَّا إِذَا خَرَجَ أَغْلَقَ عَلَيْهَا البَابَ الَّذي تَسْكُنُهُ، وَهُوَ الَّذي ظَهْرُهُ بَيْتُ المقْدس، و {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} يُرِيدُ فَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَفَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِى الصَّيْف، حَيْثُ لَا فَاكهَةَ {قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (٣٧)} (١٤٣) تُرِيدُ يَأتِي بِهِ الملَائِكَةُ إِلَيْهَا وَهِيَ فِي المِحْرَابِ، وَلَيْسَ مِنْ أجِنَّةِ الدُّنْيَا. قَالَ: فَآذَاهَا القُمَّلُ فِي رَأْسِهَا، فَتَمَنَّتْ أَنْ تَجِدَ خَلْوَةً إِلَى الجَبَلِ فَتُفَلِّي رَأْسَهَا، فَانْفَرَجَ السَّقْفُ لَهَا، فَخَرَجَتْ وَالبَابُ مُغْلَقٌ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ البَرْدِ، فَجَلَسَتْ فِي مَشْرَفَةٍ لِلشَّمْسِ، فَأَتَاهَا زَكَريَّا ففَتَحَ البَابَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَة مَرْيَمَ: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} وَالحِجَابُ: الجَبَلُ {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} جِبْرِيلُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَخَذَ رُّدْنَ قَمِيصِهَا بِأصْبِعِهِ فَنَفَخَ فِيهِ، فَحَمَلَتْ مِنْ سَاعَتِهَا بِعِيسَى -عليه السلام- فَلَمَّا وَجَدَتْ حِسَّ الحَمْل، انْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، وَهُوَ وَادِي بَيْتِ لَحْمٍ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ -عليه السلام-: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
(١٤٢) آل عمران: ٣٥.(١٤٣) آل عمران: ٣٦ - ٣٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute