التعوّذ قبله (١)، وإن أراد به افتتاح الكلام أو التّسمية لا بأس به (٢). (ك)(٣)
والأولى في التعوّذ أن يقول:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"؛ لأنّ هذا موافقٌ لما في القرآن (٤).
وإن قال:"أعوذ بالله العظيم"، أو قال:"أعوذ بالله السّميع العليم" جاز، لكن لا أحبُّ أن يقول:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم"؛ لأنّه يصير فاصلاً بين التعوّذ وبين القراءة (٥).
رجل يقرأ القرآن كلَّما انتهى إلى قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}(٦) رفع رأسه وقال: "لبيك يا سيدي"، فالأحسنُ ألا يفعل ذلك، ولو فعل ذلك في الصلاة، قالوا: لا تفسد (٧)
، والأوجه أن تفسد؛ لأنّه ليس من القرآن (٨). (ن)(٩)
(١) يُنظر: المحيط البرهاني ٥/ ٣١١، البحر الرائق ١/ ٣٢٩، الشُّرنبلاليّة ١/ ٦٨، حاشية ابن عابدين ١/ ٤٨٩. (٢) آخر السياق مشكل هنا، وقد جاء في النوازل لأبي الليث السمرقندي ص ١٣٧ سياقٌ أتم، وفيه: "لو قال الجُنب: "بسم الله" لا بأس به، ولو قال: "بسم الله الرحمن الرحيم" فإن أراد به القراءة لم يجز، وإن أراد به افتتاح الكلام أو التسمية على شيء فلا باس به". ويُنظر: الذخيرة البرهانية ١/ ٤٩٢، البحر الرائق ١/ ٣٢٩، حاشية ابن عابدين ١/ ٤٨٩. (٣) الفتاوى الكبرى للصدر الشهيد، (١٤/ب). (٤) يُنظر: الصفحة رقم ٤٣٢ من هذا البحث. (٥) يُنظر: الفتاوى الوَلْوَالجية ٢/ ٣١٨، الذخيرة البرهانية ١/ ٤٩٢، الفتاوى التاتارخانية ١/ ٣١١. (٦) سورة البقرة، من الآية (١٧٢). (٧) لأن هذا بمنزلة الثناء والدعاء، ولم أقف على من صحح هذا القول.
يُنظر: البناية ٢/ ٤١٩، جامع المضمرات ١/ ٤٠٦، البحر الرائق ٢/ ٦، النهر الفائق ١/ ٢٦٩، الفتاوى الهندية ١/ ١٠٠. (٨) فيكون من جنس كلام الناس، وهذا هو المصحح في فتاوى قاضيخان. يُنظر: فتاوى قاضيخان ١/ ١٤٦، الذخيرة البرهانية ١/ ٤٩٢، جامع المضمرات ١/ ٤٠٦، النهر الفائق ١/ ٢٦٩، الفتاوى الهندية ١/ ١٠٠. (٩) النوازل لأبي الليث السمرقندي ص ١٨٢.