وحديث:"لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"(١) يحتمل: لا صلاة كاملة، جمعًا بين الأخبار (٢). قال بعضهم: وإقامتها في الربط، والمدارس، ونحوها، قريب من إقامتها في المساجد. نعم إن كان ذهابه إلى المسجد يؤدي إلى انفراد أهله، فالمتجه إقامتها في بيته، تحصيلًا للواجب.
(١) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - منهم. أ - جابر - رضي الله عنه -: علقه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١١١)، ووصله العقيلي (٤/ ٨٠ - ٨١) والدارقطني (٢/ ٤١٩ - ٤٢٠)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤١٣). قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٢٨٣): الحديث منكر. وقال ابن الجوزي: في إسناده مجاهيل، وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٤٣): فيه من لا تعرف حاله. وقال النووي في الخلاصة (٢/ ٦٥٥ - ٦٥٦) وفي المجموع (٤/ ٧٨): في إسناده ضعيفان أحدهما مجهول. وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (١/ ١٥٧)، والحافظ في الفتح (١/ ٤٣٩). ب - أبو هريرة - رضي الله عنه - رواه الدارقطني (١/ ٤٢٠)، والحاكم (١/ ٢٤٦)، والبيهقي (٣/ ٥٧)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤١٢)، وقال: هذا حديث لا يصح. وضعفه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٤٣)، والنووي في المجموع (٤/ ٧٨)، وفي الخلاصة (٢/ ٦٥٦)، والعراقي في تخريج الإحياء (١/ ١٥٧). ج - عائشة - رضي الله عنها - رواه ابن حبان في المجروحين (٢/ ٩٤)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٤١٣). د - علي - رضي الله عنه - موقوفًا، رواه عبد الرزاق (١/ ٤٩٧، ٤٩٨) رقم ١٩١٥، ١٩١٦، وابن أبي شيبة (١/ ٣٤٥)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٣٧) رقم ١٩٠٤، ١٩٠٧، وأحمد في مسائل ابنه صالح ص/ ١٢١، ١٢٣، والدارقطني (١/ ٤٢٠)، والبيهقي (٣/ ٥٧). وضعفه الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ٣١). (٢) ظاهر الأحاديث بل صريحها يدل على وجوب الصلاة جماعة. انظر كتاب الصلاة وحكم تاركها لابن القيم ص/ ١٠٨ وما بعدها.