مثاله: ما رواه أبو داود في «سننه» أن أبا هريرة - رضي الله عنه - تلا الآية:{إن الله يأمرك أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} إلى قوله تعالى: {أن الله كان سميعا بصيرا} [النساء: (٥٨)]، وقال:«رأيتُ رَسُولَ اللهِ ? يَقْرَؤُهَا ويَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ»(١).
هل يقال: هذا تشبيه؟
الجواب: هذا ليس بتشبيه، بل أراد به النبي - صلى الله عليه وسلم - تحقيقَ الصفة.
٤) إقرار الوصف:
مثاله ما جاء في «صحيح مسلم» من حديثِ معاويةَ بنِ الحكم السُّلَمي رضي الله عنه وهو حديث طويل جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية: «فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ اللهُ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ»، فأقرَّها على ذلك، وقال لسيدها:«أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»(٢).
ومن ذلك إقراره صلى الله عليه وسلم للحَبر اليهودي الذي قال لرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجِبَالَ عَلَى
(١) سنن أبي داود (٤/ ٢٣٣) رقم (٤٧٢٨). (٢) صحيح مسلم (١/ ٣٨١) رقم (٥٣٧).