وكقوله:«خَلَقَ الله آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»(١) ما معنى الحديث؟ وما المراد بقوله:«عَلَى صُورَتِهِ»؟ هل هي صورة آدم أو صورة الرحمن؟
الصحيح الذي دلت عليه الأدلة، وهو مذهب عامة أهل السنة: أن المراد صورة الرحمن، ويؤكد ذلك روايةُ:«إِنَّ الله خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن»(٢).
وقد خالف في ذلك الإمامُ ابن خزيمة، ومن المتأخرين الألباني، وقالا: المراد صورة آدم. ولكن الصحيح الذي عليه عامة الأئمة، أن المراد صورة الرحمن، أي: خلق الله آدم على صورة الرحمن.
٢) الوصف بالفعل:
مثاله: ما ثبت في «صحيح مسلم» في حديث جابر رضي الله عنه الطويل عندما خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة عرفة وقال: «أَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ»(٣) إشارة إلى العلو، فوصف ربه بالعلو بالفعل.
(١) أخرجه البخاري (٨/ ٥٠) رقم (٦٢٢٧)، ومسلم (٤/ ٢١٨٣) رقم (٢٨٤١) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٢٩) رقم (٥١٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٤٣٠) رقم (١٣٥٨٠)، والحديث حَسَّن إسنادَه ابنُ حجر في الفتح (٥/ ١٨٣). (٣) صحيح مسلم (٢/ ٨٨٦) رقم (١٢١٨).