خلف المَقام، إذ جاءنا الأعمش فقال: يا أبا محمد، أنبأتنا عن جابر بن عبد الله أنَّه قال: أهلَلْنا بالحجِّ خالصًا. فقال عطاء: قد أنبأتُك فدعنا عنك. فقال ابن جُرَيْج: فقلتُ لعَطَاء: أتُحدِّث أهلَ العراق بمثل هذا؟ فقال عطاء: سمعتُ أبا هريرة يقول: لولا آيتان أو قال آيةٌ من كتاب الله - عز وجل - ما حدَّثتُ بشيء أبدًا:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ}[البقرة: ١٥٩]. قال عَطَاء: لولا هذه الآيةُ ما حدَّثتُ بشيء أبدًا (١).
٦٩٧ - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى، حدثني الفضل بن الحسن قال: قيل لمِسْعَر بن كِدَام: ما أكثرَ تَشَكُّكَكَ (٢)! قال: تلك مُحَامَاةٌ على اليَقِين.
٦٩٨ - حدثنا عبد الله بن علي، حدثنا أبو سعيد الأَشَجُّ، حدثنا أبو نُعَيْم الأَحْوَل قال: سمعتُ مِسْعَرًا يقول: أنا أشُكُّ في كلِّ شيءٍ إلَّا في الإيمانِ.
* * *
(١) تقدم (رقم: ٥٥٣). (٢) في ي، حاشية أمنسوبًا لنسخة طبقات السماع: «تشكك»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه.