فذكر أبو يحيى هذا الحديث: حمَّاد، عن أيوب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس. فقال سلَّام: إنَّما هو عن عكرمة بن خالد، ثم قال لي: كيف يقول أبوك؟ قلتُ: يقول: عن أيوب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، ولم أذكر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، ولا أُبَي بن كعب، فقال: سبحان الله، ربَّما أسقط الرجلُ مِن إخواننا مِن الحُفَّاظ، إنَّما هو عن أيوب، عن عكرمة بن خالد.
٣٧٤ - حدثنا إسحاق بن أبي حَسَّان الأَنماطي، حدثنا هشام بن عَمَّار، أخبرنا الوليد (١)، عن سعيد (٢): أنَّ هشام بن عبد الملك سأل الزُّهْريَّ أنْ يُمْلِيَ على بعض ولدِه شيئًا مِن الحديث، فدعا بكاتب، وأملى عليه أربعمائة حديث، فخرج الزُّهْري مِن عند هشام، فقال: أين أنتم يا أصحابَ الحديث؟ فحدَّثهم بتلك الأربعمائة، ثم لَقِي هشامًا بعد شهر أو نحوه، فقال للزُّهْري (٣): إنَّ ذلك الكتابَ قد ضاع. قال: لا عليك. فدعا بكاتب، فأَمَلَّها (٤) عليه، ثم قابل هشامٌ بالكتاب الأوَّل، فما غادر حرفًا واحدًا (٥).
(١) هو ابن مسلم. (٢) هو ابن عبد العزيز. (٣) في س: «الزهري»، والمثبت من ظ، ك، أ، ي. (٤) في المطبوعة: «فأملاها»، والمثبت من جميع النسخ. وأملَّ عليه بمعنى: أملى. «مختار الصحاح» (م ل ل). (٥) أخرجه علي بن المفضل المقدسي في «الأربعون على الطبقات» (ص: ١٢٢) من طريق المصنف به. وأخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٦٤٠) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٥/ ٣٣٢) - من طريق الوليد بن مسلم به.