وهجومِه على المجلس الذي شَمَّر له، وقَطَعَ الشُّقَّةَ (١)
إليه - لعَلِم أنَّ لذَّاتِ الدنيا مجموعةٌ في مَحاسن تلك المشاهدِ، وحَلاوةِ تلك المناظر، واقتناءِ تلك الفوائد، التي هي عند أهلِها أبهى مِن زَهْر الرَّبيع، وأحلى مِن صوت المَزامير، وأنفسُ مِن ذخائر العِقْيان، مِن حيث حُرِمَها هو وأشباهُه بمُنازَلةِ الخُصوم، وقَصْدِ الأبوابِ، والتَّخادُمِ للأَغْتَام (٢)، مقصورَ الهِمَّةِ على حضورِ مَجْلسٍ يتوجَّه عند صاحبِه، ومصروفَ الخاطِرِ (٣) إلى خِطْبَةِ (٤) عَمَلٍ يتقلَّبُ في أوساخِه، محجوبًا مرَّةً ومُسْتَخَفًّا به أخرى، يروح مُتَحَسِّرًا على الفائتِ، ويغدو مُغْتاظًا لحُظْوةِ (٥) مَن يُنَاوئُه (٦) عند مَن يَرْتَجِيه، ولا يزال في كَدِّ التَّصَنُّعِ وذُلِّ الخِدمة، وحَسَراتِ الفائت، حتى تأتيَه مَنِيَّتُه فتَختطِفَه، وتَحُولَ بينه وبين ما يُؤَمِّلُه، ألَا ذلك هو الخُسْران المبين.